ميدل ايست – الصباحية
نشر الدكتور ألكسندروس ساريس ، كبير المحاضرين في القانون الدولي في كلية إيراسموس الجامعية في روتردام، كتاباً جديداً بعنوان ” مؤامرة في القصر”، يزعم فيه أن المملكة العربية السعودية “ليست صديقة للغرب”.
وأشار ساريس في كتابه أن الزعيم الفعلي للمكلة ولي العهد محمد بن سلمان قد دفع البلاد نحو علاقات أوثق مع روسيا والصين في تحدٍ جديد للولايات المتحدة ودول أوروبا.
ويأتي نشر الكتاب بعد أن ضغطت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي والديمقراطيين الأمريكين من أجل حظر بيع الأسلحة للمملكة السعودية في أعقاب التقارير التي اشارت الى ارتكابها انتهاكات وجرائم ضد الانسانية في اليمن، وكذلك العلاقات الوثيقة مع فلاديمير بوتين.
وأكد كتاب ” مؤامرة في القصر ” على تحذير نانسي بيلوسي و أنها كانت محقة في مطالبتها بحاجة الغرب لقطع العلاقات مع السعودية، بعد أن خفضت إنتاج النفط في ذروة أزمة الوقود العالمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا ، مما أثار مخاوف من أن المملكة تنحاز إلى فلاديمير بوتين.
وأثار الديمقراطيون في الكونجرس فكرة إصدار حظر لمدة عام على جميع مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية إذا رفضت المملكة العدول عن قرارها بشأن خفض إنتاج النفط خلال اليوم التالي.
جاء هذا الإنذار عقب تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه ستخذ اجراءات قاسية إذا دخل قرار أوبك+ بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا حيز التنفيذ.
كما أثارت بيلوسي قضية انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة، ونشرت بيلوسي على تويتر صورة مع أريج السدحان شقيقة عامل الإغاثة السعودي عبد الرحمن السدحان الذي حكم عليه بالسجن 20 عاما بتهمة تغريدات ساخرة.
وقالت: “الكونجرس سيواصل الدعوة إلى حرية التعبير وحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية وحول العالم”.
Honored to meet with my constituent @AreejASadhan, whose brother Abdulrahman Al Sadhan was sentenced to 20 years in prison by Saudi Arabian for anonymous, satirical tweets. His family has been denied contact and fear he has been tortured. pic.twitter.com/1R9dX7VvNi
— Nancy Pelosi (@SpeakerPelosi) June 17, 2022
ومع ذلك ، كانت المملكة العربية السعودية حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة ، وأثار الجمهوريون مؤخرا مخاوف بشأن التهديدات التي يمكن أن تتعرض لها المملكة من قبل عدوها اللدود إيران في منتصف انتخابات التجديد النصفي.
وطالب النائب الجمهوري في مجلس النواب ، توم تيفاني ، السيدة بيلوسي بعقد اجتماع حول ما إذا كان الديمقراطيون يخالفون قانون الانتخابات في مطالبة المملكة العربية السعودية بزيادة إنتاجها النفطي خلال الفترة المحظورة.
وقال: “هذا ادعاء خطير للغاية. واحد ، إذا كان صحيحًا ، فقد يشكل طلبًا غير قانوني لمساهمة عينية أجنبية من قبل البيت الأبيض نيابة عن جهود حملة الديمقراطيين في منتصف المدة”.
وأشار الدكتور ألكسندروس ساريس أن قرار أوبك الأخير يدفع حزب العمال البريطاني من أجل مراجعة علاقات المملكة المتحدة مع المملكة العربية السعودية.
وقال الدكتور ساريس في كتابه أن “العلاقات الوثيقة بين روسيا والسعودية استمرت وتعمقت كما يتضح من إعلان أوبك+ المفاجئ أكتوبر الماضي بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا”.
وأدى ذلك إلى ارتفاع سعر خام برنت بنسبة 2% إلى 93.80 دولارًا (84.61 جنيهًا إسترلينيًا) ، وهو أعلى مستوى منذ 15 سبتمبر.
والأهم من ذلك أن قرار تقييد إنتاج النفط يصب في مصلحة الرئيس بوتين الذي يستخدم إمدادات الغاز والنفط كسلاح لإرهاب الغرب.
وأضاف ساريس ” إنها صفعة في وجه الرئيس الأمريكي بايدن وساسة أوروبيين آخرين ، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون ، الذين توسلوا إلى الرياض لزيادة الإمدادات وتخفيف أزمة غلاء المعيشة”.
وتابع: “السؤال الكبير هو كيفية الرد على دكتاتور وحشي ليس صديقًا للغرب والذي انضم إلى الصين وروسيا ، إن إحدى الرافعات الدبلوماسية المهمة التي يمكننا سحبها هي توفير السلاح للنظام”.
وأضاف ” المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا جميعهم من الموردين الرئيسيين للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية ويجب أن تفكر على الفور في وقف بيعها تمامًا كما يطالب به بعض الديمقراطيين البارزين في أمريكا”.
يثير الكتاب مخاوف من أن المملكة العربية السعودية تقترب أكثر من اللازم من بوتين، كما حذر الدكتور ساريس من أن المملكة العربية السعودية تبني علاقات أوثق مع الصين.
وقال: “عملت الصين والمملكة العربية السعودية على زيادة التعاون في قطاعي المال والطاقة في السنوات الأخيرة”.
وأشار كتاب مؤامرة في القصر الى اقتراح كل من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن الصين ستعزز وجودها الدبلوماسي في الشرق الأوسط.
وذكر الكتاب أن “المملكة العربية السعودية مستعدة للعمل الجاد مع الصين لتعزيز السلام والأمن والازدهار على الصعيدين العالمي والإقليمي”.
في فبراير 2019 كانت اول زيارة خارجية يقوم بها محمد بن سلمان بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي هي للصين.
حيث واجه ولي العهد السعودي بن سلمان انتقادات حادة من المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بسبب تورطه في مقتل خاشقجي، لكن إدارة ترامب دعمته في مواجهة تلك الانتقادات.
“انتهز ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الفرصة للتأكيد على أن ‘للصين الحق في اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب والتطرف لحماية الأمن القومي”.
ويتفهم الكثير من الناس هذا البيان على أنه موافقة واضحة على القمع الصيني للأويغور الأقلية في مقاطعة شينجيانغ.