ميدل ايست –
أربع سنوات على اندلاع الحرب في اليمن أو ما عرفت عاصفة الحزم ، ولا تزال البلاد تواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة في ظل المعاناة الشديدة لأكثر من 20 مليون نسمة من المجاعة والأوبئة ،وعنف النزاعات المسلحة، ولا زالت الأطراف المسؤولة عن الحرب لا تجد حلول عملية لإنهائها.
ولا يزال السؤال المطروح على طاولة البحث بعد أربع سنوات ماذا حققت عاصمة الحزم ، في الوقت الذي يتباين فيه تقييم طرفي الصراع، لعاصفة الحزم وما حققته سوى مزيد من الدمار والخراب والتكلفة العسكرية الباهظة ولم تعود أحوال اليمن إلى الأحسن كما كان يروج .
الوضع الإنساني
وقد حذرت العديد من المنظمات الدولية من المآلات الخطيرة التي وصلت إليها اليمن في ظل استهداف المدنيين وجعلهم أهداف رئيسية خلال العمليات العسكرية والتي طالت العديد منهم في أكثر من مجزرة وفي أكثر من محافظة يمنية، وأدت إلى سقوط مئات الضحايا من الأطفال والنساء.
وعبرت منظمة العفو الدولية، عن خطورة الأوضاع الإنسانية في اليمن، وخوفها من ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المدنين ، في حرب لا يبدو نهاية لها في القريب العاجل في ظل احتدام الصراع بين الأطراف المتنازعة على الأرض اليمنية.
وقالت المنظمة الدولية في تقرير لها : “في الذكرى الرابعة للنزاع المدمر، فإن جميع الأطراف المتحاربة في اليمن تواصل إلحاق معاناة لا يمكن تخيلها بالسكان المدنيين”.
وأضافت “منذ بدأ قصف اليمن، من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات العربية المتحدة في مارس 2015، وثقت منظمة العفو الدولية، قائمة مروعة بالجرائم المنصوص عليها في القانون الدولي التي ارتكبها جميع الأطراف، ومن بينها قوات الحكومة اليمنية، وقوات التحالف والقوات المتحالفة معها، وكذلك قوات الحوثيين والقوات المتحالفة معها”.
للمزيد : تظاهرات تعم شوارع صنعاء بالتزامن مع الذكرى الرابعة على حرب اليمن
والمتتبع لمجريات الأحدث في اليمن منذ مطلع 2015 وحتى اليوم، يكشف بما لا يدع مجال للشك بأن الهدف الرئيسي للحرب و عاصفة الحزم لم يكن إنقاذ اليمن أو حكومته الشرعية، بل استغلال انهيار الدولة في اليمن والتمسك بما تبقى من سلطة شرعية فيها لتمرير مخططات دول التحالف التي تقف وراء عاصفة الحزم ، والتي جاءت الى اليمن تحمل مشروعا واجندة طويلة المدى تسعى الى تحقيقها في اليمن.
الأرقام تتحدث
مأساة الحرب في اليمن، يمكن تجسيدها من خلال مجموعة من الأرقام ، أجملتها وكالة “رويترز” العالمية للأنباء ، ومن وأهمها أن ما يزيد على ثلث اليمنيين، أو ما يقارب العشرة ملايين شخص، لا يجدون ما يكفي من الطعام وأن ما يقدر ب 85 ألف طفل يمني تحت سن الخامسة، ربما يكونون قد ماتوا بفعل المجاعة منذ العام 2015، بينما خرج مليونا طفل يمني من التعليم.
ويعاني أكثر من 2 مليون طفل يمني من سوء التغذية ، ما يقارب من 18 مليون مواطن يمني يفتقر إلى مياه شرب نظيفة في وقت تم فيه رصد ما يقرب من 1.2 حالة كوليرا في البلاد منذ العام 2017، كما فر 190 ألف يمني آخر إلى بلدان مجاورة.