الجيش الأوكراني يحقق تقدم كبير وروسيا تواصل التعبئة

59
ميدل ايست – الصباحية

أحرزت القوات الأوكرانية تقدم كبير بعد أن نجحت في استعادة مساحات كبيرة احتلها الروس وأجبرت جيش بوتين على التراجع مع تكثيف الضغط عليه في منطقة خيرسون(جنوب). 

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الجيش الأوكراني يواصل تقدمه ضد القوات الروسية وحرر بلدات جديدة في عدد من المناطق، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي بالفيديو “التقدم الذي يحققه جيشنا اليوم مستمر، بالنسبة لجميع مقاتلينا”، وأضاف  “تم تحرير مراكز سكانية جديدة في عدة مناطق. القتال العنيف مستمر في عدة قطاعات من الجبهة”.

ويوم السبت، نجح الجيش الأوكراني من استعادة بلدة ليمان الاستراتيجيّة الواقعة في منطقة دونيتسك والتي أثار ضمُّها في اليوم السابق من جانب موسكو عاصفة إدانات دوليّة ورفضًا من كييف المصمّمة على استعادة أراضيها.

وشكلت الاستعادة الكاملة لليمان التي تُعَدّ مركز تقاطع مهمًا للسكك الحديد في شرق أوكرانيا، انتصارًا رئيسيًا لكييف وانتكاسة لموسكو التي اعلنت الجمعة ضم دونيتسك وثلاث مناطق أوكرانية أخرى الى أراضيها.

ويقول مايكل كوفمان، الخبير في الشأن الروسي والمحلل الاستراتيجي، إن إعلان ضم المناطق الأربعة الأوكرانية من قبل موسكو يتناقض بشكل حاد مع الواقع العسكري على الأرض.

وفي مواجهة التقدم الأوكراني، اضطر الجيش الروسي إلى التراجع في منتصف الطريق في اتجاه سفاتوف ومنها إلى مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيشانسك الكبيرتين حيث تكبدت روسيا خلال الصيف خسائر فادحة للاستيلاء عليهما.

القتال مستمر في الجنوب

في الجنوب، يستهدف تقدم أوكرانيا خطوط الإمداد لما يصل إلى 25 ألف جندي روسي على الضفة الغربية لنهر دنيبرو. ودمرت أوكرانيا بالفعل الجسور الرئيسية، مما أجبر القوات الروسية على استخدام معابر مؤقتة. ويمكن لأي تقدم كبير أسفل النهر أن يعزلها تماما.

وقال المحلل العسكري المقيم في كييف أوليه زدانوف “حقيقة اختراقنا للجبهة تعني أن الجيش الروسي فقد بالفعل القدرة على الهجوم، وقد يفقد اليوم أو غدا قدرته على الدفاع”.

وأضاف “شهر من العمليات تم فيه تدمير إمداداتهم وخفض القدرة القتالية لهذه المجموعة يعني أنهم يعملون بالحد الأدنى من الحصص من حيث الذخيرة والوقود والغذاء”.

وفي المقابل، هاجمت روسيا مقاطعتي كريفي ريه ونيكوبول ومنطقة دنيبروبتروفسك بطائرة كاميكازي بدون طيار، وصواريخ جراد ميلرز ومدفعية ثقيلة.

وأعلن الجيش الأوكراني، فجر الإثنين، أن الجيش الروسي قصف منطقة زاباروجيا حيث تسيطر موسكو على نحو 70% من مساحة المقاطعة ومناطق مجاورة بـ “عشرة صواريخ إس 300”.

مساعدات مالية وعسكرية

ولتعزيز ترسانة كييف العسكرية ودعمها في صد الدب الروسي، أعلنت برلين الأحد، أن ألمانيا، والدنمارك، والنرويج ستزوّد أوكرانيا بـ16 منظومة مدفعية من طراز “هاوتزر” اعتباراً من العام المقبل.

وكانت ألمانيا، والدنمارك، والنرويج، اتّفقت على تمويل مشترك لشراء منظومات “سوزانا 2” المدفعية السلوفاكية الذاتية الدفع، بكلفة قدرها 92 مليون يورو (90.2 مليون دولار)، وفق وزارة الدفاع الألمانية.

وسيتم إنتاج هذه المنظومات في سلوفاكيا على أن تسلّم لأوكرانيا مطلع عام 2023، وفق الوزارة.

وبالنسبة لحزمة المساعدات الأمنية المقبلة التي تقدمها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا، ذكر مصدران لـ “رويترز” أنه من المتوقع أن تشمل أربع راجمات لأنظمة صواريخ المدفعية سريعة الحركة (هيمارس)، وذخائر وألغاما ومركبات مضادة للألغام.

وتبلغ قيمة حزمة المساعدات 625 مليون دولار. ومن المتوقع الإعلان عنها الثلاثاء. وهذه الحزمة هي الأولى منذ إعلان روسيا مؤخرا ضم أراض أوكرانية.

وأعلن البنك الدولي قبل أيام، أنه سيقدم 530 مليون دولار إضافية لدعم أوكرانيا لتمكينها من “تلبية الاحتياجات العاجلة الناجمة عن الغزو الروسي”.

وقالت المؤسسة المالية الدولية في بيان، إن هذا الدعم الذي سيقدم بشكل قرض جديد عن طريق البنك الدولي للإنشاء والتعمير، منح بضمانة من بريطانيا بقيمة 500 مليون دولار ومن الدنمارك بمبلغ 30 مليونا.

وبذلك ترتفع قيمة المساعدات التي منحها البنك الدولي لأوكرانيا إلى 13 مليار دولار منذ بداية النزاع، منها 11 مليارا تم صرفها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.