الإمارات تحذر المشاركين في قمة “التنبؤ بمستقبل صحي” من انتقاد سياستها

58
ميدل ايست – الصباحية 

كشفت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، في تحقيق لها عن توجيه دولة الإمارات تحذير إلى المشاركين في “القمة العالمية للتنبؤ بمستقبل صحي 2023” التي عُقدت مؤخرا في أبو ظبي من “انتقاد سياسة الحكومة أو الشركات أو الأفراد” أو الاحتجاج أثناء تواجدهم في الإمارات العربية المتحدة.

واعتبرت الصحيفة أن تحذير أبو ظبي للمتحدثين في المؤتمر بمثابة رسالة تخويف نظرا إلى أن الإمارات تستعد لاستضافة “مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ” (كوب 28) نهاية هذا العام.

وأشارت إلى أن تحذير المتحدثين هو تذكير صارخ بسياسة عدم التسامح المطلق التي تنتهجها حكومة الإمارات تجاه الانتقاد.

وأضافت الصحيفة “منذ 2011، نفذت السلطات الإماراتية هجوما متواصلا على حرية التعبير وتكوين الجمعيات، فاعتقلت وحاكمت عشرات المحامين، والقضاة، والأساتذة، والطلاب، والنشطاء المستقلين، منهم المدافع الحقوقي الإماراتي البارز أحمد منصور. أغلقت الحكومة جمعيات مجتمع مدني رئيسية، ويحظر القانون فعليا الاحتجاجات.

وقالت أن التعديلات القانونية الواسعة التي أقرتها حكومة أبوظبي في أواخر 2021 زادت القمع.

 

 

وعند سؤاله عما إذا سيكون انتقاد سياسات الحكومة أو أعمالها التجارية، بما يشمل عبر الاحتجاج، مسموحا خلال كوب 28، قال متحدث باسم الإمارات إن المنظمين سيضمنون “وجود مساحات آمنة تُسمَع فيها جميع الأصوات”.

وأكد تحقيق الفايننشال تايمز أنه من الصعب تصوّر شعور أي مشارك بالاطمئنان من هذا البيان نظرا لتفشي استخدام المراقبة الرقمية وتوسّع عدم تسامح الإمارات المُطلق مع الانتقادات ليصل إلى سَجن الأجانب الذين يقيمون أو يزورون الإمارات.

كن بخلاف المخاطر التي تهدد المشاركين في كوب 28، قد تكون هناك تداعيات أوسع لمن يأملون في الدعوة إلى اتخاذ إجراءات مناخية عاجلة وطموحة.

نشر تقارير عن أضرار الوقود الأحفوري على الصحة والمناخ في الإمارات، إحدى أكبر منتجي النفط في العالم والتي تُوسع عملياتها، قد يكون أمرا خطيرا بالنسبة للراغبين بإجراء البحوث أو الذين يجرؤون على التحدث.

يخلق ذلك مناخا يُنذِر بالسوء لمنظمات المجتمع المدني التي تضطلع بدور حاسم في دعوة الحكومات والشركات التي تتطلع إلى تقويض جهود معالجة أزمة المناخ من خلال تمييع نتائج كوب 28.

 

 

من جانبها أكدت “أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ”، التي تساعد في تنظيم كوب 28 تحت رعاية “الأمم المتحدة”، على أهمية المشاركة العامة لنجاح المؤتمرات المناخية.

وأشارت الصحيفة أن هناك خطر حقيقي بأن يلتزم العديد من المشاركين الصمت في كوب 28 بشأن القضايا الحاسمة ما لم تجعل الأمم المتحدة والحكومات هذا أولوية وتُطالب الإمارات بتخفيف قبضتها على الحيّز المدني ودعم الحقوق،

قد يكون أثر ذلك كارثيا على نجاح القمة وهدفها المعلن المتمثل في تقديم حلول لأزمة مناخية ملحة بازدياد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.