ميدل ايست – الصباحية
كشف موقع Axios، أن مصر أوقفت تنفيذ الاتفاق بنقل السيادة عن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر من مصر إلى السعودية، وهو الاتفاق الذي انطوى على خطوات تمهيدية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
ونقل “أكسيوس” عن أربعة مسؤولين إسرائيليين ومصدر أمريكي، تأكيدهم أن مصر بدأت في الأسابيع الأخيرة تتقدم بتحفظات على بنود في الاتفاق، معظمها فنية، ومنها تركيب كاميرات في الجزر التي تتعلق بها الاتفاقية.
ويفترض أن تستعين القوة متعددة الجنسيات بتلك الكاميرات لمراقبة النشاط الجاري في جزيرتي تيران وصنافير، وكذلك في مضيق تيران، بعد مغادرة الجزيرتين.
أهمية الاتفاق
ويستمد الاتفاق بشأن نقل الجزيرتين أهميته من كونه استند إلى مجموعة تفاهمات بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل ومصر، وقد عدَّته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنجازاً مهماً لسياستها الخارجية في الشرق الأوسط.
كما يقتضي الاتفاق مغادرة القوة متعددة الجنسيات، التي تقودها الولايات المتحدة في جزيرة تيران منذ سنوات، بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول.
والأسبوع الماضي، التقى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، الرئيسَ المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان في واشنطن لحضور القمة الأمريكية الإفريقية.
وتشير مصادر أمريكية وإسرائيلية إلى أن سوليفان تطرَّق إلى الحديث عن اتفاق تيران وصنافير، وأكَّد للرئيس المصري أن إدارة بايدن تريد إتمام خطوات تنفيذ الاتفاقية.
في غضون ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون، إن الاتفاق، ومنه البنود المتعلقة بانسحاب القوة المتعددة الجنسيات من الجزر، لن يُنفَّذ بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول بسبب التحفظات المصرية.
إلى ذلك، لم تردّ السفارتان المصريتان في تل أبيب وواشنطن، ولا السفارة السعودية في واشنطن، على طلبات التعليق من الموقع الأمريكي.
ونقل Axios عن مسؤولين إسرائيليين بارزين، أن السلطات المصرية تعطل الاتفاق بسبب قضايا ثنائية بين الولايات المتحدة ومصر، منها قضية المساعدات العسكرية الأمريكية.
كانت إدارة بايدن حجبت مرتين حصة قدرها 10% من نحو 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية المخصصة سنوياً لمصر، لمخاوف تتعلق بانتهاك السلطات المصرية لحقوق الإنسان.
إذ عرقل السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي، رئيس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأمريكي، تقديم 75 مليون دولار من المساعدات لمصر في وقت سابق من هذا العام.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر مطلعة على الموضوع، أن مسؤولين مصريين أخبروا باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، أثناء زيارتها للقاهرة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن الحكومة المصرية تتوقع من الإدارة الأمريكية أن ترسل مبلغ المساعدات العسكرية بالكامل إذا كانت ترى العلاقات بين البلدين ذات أهمية استراتيجية حقاً.
في السياق، قالت المصادر إن ليف حثَّت المسؤولين المصريين على اتباع طرق أكثر منهجية للضغط على الكونغرس، بشأن تمرير المساعدات العسكرية، لكن المسؤولين المصريين ردوا بوضوح بأنهم لا ينوون الشروع في مساعٍ للضغط على الكونغرس كل عام، وشدّدوا على أن الإدارة الأمريكية تعرف كيف تمرر القرار الذي تريده في الكونغرس حين تكون الأمور المتعلقة به مهمة لها.